ياسمين الاجدر صاحبة منتدى
عدد المساهمات : 85
| موضوع: نسيبة بنت كعب الأحد أكتوبر 06, 2013 4:03 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله نسيبة بنت كعب
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، وهي أنصارية من بني مازن، وكنيتها أم عمارة.
لما عرف أهل المدينة الإسلام، كانت من أول السابقين إليه، فكانت ممن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة، وشهدت المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فشهدت غزوة أحد والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضاة ويوم اليمامة.
كانت زوجة وهب الأسلمي، ولما مات وهب تزوجها زيد بن عاصم المازني، فولدت له حبيبا وعبد الله، وبعد وفاة زيد تزوجها غزية بن عمرو المازني.
استبسال في حماية النبي
شهدت أم عمارة بنت كعب أحدًا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنًا، وجرحت اثنى عشر جرحًا بين طعنة برمح وضربة بسيف.
وتحكي عنها أم سعيد بنت سعد بن ربيع تفاصيل ما قامت به يوم أحد فتقول: دخلت عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أحد، قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين..
فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلى الجراح قالت (أم سعيد): فرأيت على عاتقها جرحًا له غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان..
وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدًا تسقي الماء، قالت: سمعت رسول الله يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان"، وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحًا، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها فداوته سنة، ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد، فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا، فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها فسر النبي بذلك.
بشارة بالجنة
عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا مع رسول الله، فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه، فقال: "ابن أم عمارة"، قلت: نعم، قال: "ارم"، فرميت بين يديه رجلاً من المشركين بحجر وهو على فرس، فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرًا، والنبي ينظر يتبسم، ونظر جرح أمي على عاتقها، فقال: "أمك أمك، اعصب جرحها، بارك الله عليكم من أهل البيت، مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت، ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت"، قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا. (ذكره بن سعد في طبقاته).
جهاد مستمر
في يوم الحديبية، حين بلغ المسلمين أن عثمان بن عفان قد قتلته قريش، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم البيعة، قامت إلى عمود فأخذته وجعلته سلاحا، وشدت سكينا على وسطها.
ويوم حنين، صاحت في الأنصار للثبات، وشدت على رجل من هوازن فقتلته، وأخذت سيفه وظلت تجاهد به.
وشهدت أم عمارة قتال مسيلمة الكذاب باليمامة، وذلك لما بُعث خالد بن الوليد إلى اليمامة جاءت إلى أبي بكر الصديق فاستأذنته للخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله، وأوصى خالد بن الوليد بها وكان مستوصياً بها، وقد جاهدت باليمامة أجل جهاد، وجرحت أحد عشر جرحاً وقطعت يدها وقُتل ولدها.
رواية الأحاديث
فقد روت العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث ما روته أنها أتت النبي صلى الله وعليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (الأحزاب: 35) الآية. (رواه الترمذي).
وروي عنها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فقدمت إليه طعاما، فقال: "كلي"، فقالت: إني صائمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا" وربما قال: "حتى يشبعوا". (رواه المنذري).
ورحلت هذه الصحابية الجليلة عن الدنيا في خلافة عمر بن الخطاب عام 13هـ | |
|