يعتبـر العلــم الفاعـل الأساسـي في بناء المجتمع المتماسك يحث المواطن على معرفة القوانين والالتزام بتطبيقها في التعامل مع الغيـر باعتبارها الضامن الآمن للمجتمـع ويحذر من إساءة الظن بإفراز المجتمع للآخرين و التجسس عليهم و الحقد عليهم ، وإلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الشقاق و التخاصم .
العلم يحث على القيم الفاضلة :
الحياء : يبـعث الحياء علـى الخيـر وتـرك القبيـح ويمنـع الفـرد مـن ارتكاب المعــاصي و اقتراف الإثــم و يمنـع من الشر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << إن لكل دين خلق و خلق الإسلام الحياء >>
وقال الشاعر :
رب قبيحة ما حلا بيني وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهب الحياء فلا دواء
فالعلم يحث على اجتناب كل ما من شأنه أن يهتك ستر المجتمع ، ويخدش الحياء كالشتم و اللعن و السباب و اللغو وكشف العورات .
العفة : وهي كف النفس عن المحرمات والكف عن السؤال أو التصريح بقلة الحاجة ، ومن فوائدها حفظ الشرف و العرض ، و نظافة المجتمع من المفاسد الآثام ، فالعلم يحث الفرد على الالتزام بالعفة والاجتهاد والبذل في الكسب .
احترام الآداب العامة :
يأمر العلم على احترام الآداب العامة التي تنظم المجتمع ليزدهر بها الخير و البر و الفضيلة ويرتقي بها الأمن أساس التنمية البشرية و الاقتصادية ، كعدم الجلوس في الطرقات و الأماكن العامة ، لما روي عن أبي سعد ألخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال << إياكم الجلوس على الطرقات >> فقالوا مالنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها فقال << فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه >> قالوا وماحق الطريق؟ قال <<غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر >> وصدق الشاعر حينما قال :
ليس من يقطع طرقا إنما من يتقي الله البطل
واتقي الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل
.
الرحمة : يحث العلم على الرحمة واتساع محيط التعاطف بين الأفراد كالعصفور عند المقدرة علي النظام فقد قيل <<من استغفر لمن ظلمه فقد هزم الشيطان >> ومعاونة المحتاج ماديا ومعنويا ، وإغاثة المظلوم و المنكوب و الحزين قال الله عز وجل <<و تواصل بالصبر و تواصوا بالمرحمة >> .
الصدق : يأمر العلم بالالتزام بالصدق ظاهرا وباطنا في الأقوال الأفعال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم << عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار >>
ويحث العلم على البر و الإحسان قال الله عز و جل << إن الله يأمر بالعدل و الإحسان >>
ورفق مع الغير والإتقان في العمل .
آفة التـدخين : إن العلم يبين آثار آفة التدخين على صحة الإنسان ونتائجها السلبية في محيط المدخن وأسرته وآفة الخمر وأخطارها و المخدرات بأنواعها المختلفة و الجرائم المرتبطة بها قال الله عز وجل << و أنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين >>
العلم ينهى عن الصفات الذميمة :
العلم ينهى عن الصفات القبيحة كالحسد وهو ظاهرة اجتماعية خطيرة ، تؤدي إلى مشاكل صعبة و نتائج وخيمة ، ومضاعفات نفسية أليمة لذا يجب الحذر كل الحذر من هذه الآفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم << مازال الناس بخير ما لم يتحاسدوا >> وقال أيضا << ليس مني ذي حسد >>.
وينهى عن الخيانة و الغدر و الغش والرياء لما لهذه الصفات من آثار سلبية كالاستهانة بالأخلاق الفاضلة و القيم ، والاعتياد على العادات الذميمة و إ فساد علاقة الرحمة بين الأفراد و الجماعات ،
إن العلم ينهى عن الكبر بسبب الإعجاب بالنفس أو النسب أو المال أو العمل أو العبادة قال الرسول صلى الله عليه و سلم << لا يد خل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر >>
وقال الشاعر :
لا تمشي فوق الأرض إلا تواضعا فكم تحتها قوما هم منك أرفع
وينهى العلم عن الغرور كأن يغتر الإنسان بمعارفه و قدرته العلمية ، فيتخلى عن التعلم و المذاكرة و المطالعة ، وترك الاستفادة من العلم ، واحتقار أهل العلم ، واستصغار الأساتذة و المعلمين و الشيوخ الساهرين على تعلمه و تثـقيـفه
قال الشاعر :
قل لمن يدعي في العلم فلسفة علمت شيئا غابت عنك أشياء
وقال تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) ( سورة الإسراء 85 )